اسم الرواية: نافذة في سماء الكهرمان
اسم المؤلف: د. عمر فضل الله
عدد الصفحات: 112 صفحة
همسات قبل المراجعة:
* كنت أعاني مؤخرًا من سُدة القراءة (reading block).. وكان بلسمي وترياقي الشافي من هذه الحالة هي رواية نافذة في سماء الكهرمان والرواية تعتبر الجزء الأول من سلسلة الزمن صفر..
المراجعة:
* كانت جلسة واحدة مليئةٌ بالتشويقِ والمعرفة؛ فقد عزف دكتور عمر فضل الله على أوتار الكون وأنتج معزوفة على شكل رواية خيال علمي مليئة بالمعرفة.. تحدث فيها عن فيزياء الكم (Quantum Physics) والنظريات الفيزيائية والتطلعات المستقبلية وأحداث بعد قرنين من زماننا هذا وربما تحدث – لا نعلم – ولو حدثت لن أتعجب فالدكتور تنبأ سابقًا من خلال رؤيته الثاقبة الفاحصة أشياءً تحدث في الوقت الحالي واقرأ إن شئت كتاب (حرب المياه على ضفاف النيل) لنفس المؤلف.. لا أقول أنه منجم أو عراف لكن الأمر تم عن دراسة ورؤية للأمور من منظورٍ محايد.. وتفكير عميق..
* تحدث في الرواية أيضا عن النظريات التي أثيرت عن عالم جوف الأرض.. أو عالم الأرض الثانية وفي الحقيقة لقد قرأت رواية منذ فترة للكاتب المصري منصور عبدالحكيم تتحدث عن عالم جوف الأرض أيضًا لكن رويت بمنظورٍ يختلف عن منظور دكتور عمر رغم اتفاقهما في عدة نقاط منها بوابة الأرض الثانية التي توجد عند القطبين..
* الرواية ستعكس للقاريء مدى اجتهاد المؤلف ودراسته في الموضوع ليخرج بهذا الشكل التعليمي المبهج وبطريقة لا تبعث على الملل أو الفتور.. بل كل صفحة تحثُّك حثًّا على قراءة التي تليها وهكذا حتى تصدم بقراءةِ آخر حرف فيها.. حمداً لله أن للرواية جزءًا ثانيًا وإلا قتلني التشويق – مجازًا – أضف لذلك أنها كتبت بلغةٍ عربية سليمة بأسلوب السهل الممتنع بعيدًا عن التشدق واللغة الشعرية الرتيبة، وعليه فالرواية تناسب كل طبقات القراء من الناشئة وحتى البالغين.
* نجده أيضًا استهل سرد الرواية بأسلوب الراوي العليم (العالم ببواطن الأمور) ثم انتقل إلى أسلوب ضمير المتكلم ليروي لنا قصة «ناجية» الشخصية الرئيسة.
* في جزئية من الرواية كنت أعتبر مجتمع المسوخ المذكور هم عالم الجن والشياطين ولكن السطور عكست وأفصحت لي بغير ذلك.. وكذلك بعضٌ من الأحداث كنت أرسم لها توقعًا وأجد نفسي عدت بخفيّ حنين.
* أعجبني خيالُ المؤلف الخصب في هذه الرواية رغم تصنيفي لها للخيال العلمي إلا أن قارئها سيجدُ أنها رواية واقعية بشكل كبير فالتفسيرات فيها منطقية جدًا .. والرؤى المستقبلية ممكنة وقد تحدث كما قدمت.. مسألة السفر عبر الزمن.. والحرب التي ستحدث وتعيد الناس إلى الحياة البدائية، وتعطل جميع أدوات ووسائل التقانات الحديثة. وأذكر أنني قرأت في رواية لنفس المؤلف اسمها (أطياف الكون الآخر) تحدث فيها عن الحرب النووية المتوقعة والأسلحة الكهرومغناطيسية التي لن تبقي ولن تذر.
* نجد أن دكتور عمر ذكر ذلك النهر العجيب أو حرفيًا كما قال (ماء الحياة) وهو نبع كما بين عندما تشرب منه تبقى معمراً مدداً طويلة ولا تشيخ إلا إذا شربت منه مرة أخرى. وأذكر أن بعض الإسرائيليات تقول بأن نبي الله الخضر في رحلته عند جوف الأرض ورد ذلك الماء وشرب منه فهو من المُنْظرين.. وقد تحدث عن ذلك النبع (ماء الحياة) الروائي المصري منصور عبدالحكيم في روايته (تميم الدراي 666).
* ختامًا أؤكد أن هذه الرواية مناسبةٌ تمامًا للمجتمع الشرقي والغربي.. وأؤكد أن الغربيين إذا حدث وترجمت الرواية سيجدون فيها شيئًا يلامسهم. وسيذيعُ صيتها.
أخيرًا، أشكر الدكتور على هذا الطبق الشهي المليء بالعلمِ والمعرفة وأنتظر بشوق الجزء الثاني من الرواية (عصر النظائر).