( الشَأن السِيَاسِى )٣٧. 
[مشروع الجبهة الوطنية الموحدة] 
{الدكتور عمر فضل الله}
{{ إنّ من طبع المُجتمع البشَرى وسُنَّتِه أن يتضامَ الأفرادُ جماعةً،ويقومُ على كُلِّ جماعةٍ رأسٌ، يُمثّلهُم جميعاً وتتجسّد وحدتهُم فى شخصِهِ، ومن سَعيِهِ تنتظِمُ حركتهُم. والمُجتمعات المُؤسّسة على المُوالاةِ بسلام، والمُعاقدةِ بالرِضَا، يْقدّمُون ذاك الرأس ممن يرُونهَ من أولاهُم إلتِزَاماً بوجهتِهِم العامّة }}.
( الأنظومة الأميرِيّة/ السياسَة والحُكم / دكتور حسن عبدالله الترابى).

١- الدكتُور عمر فضل الله، صديقٌ على صفحات الرابط فيسبُوك منذ أعوام، وهو مقيمٌ بدولة الإمارات العربية المُتّحدة، مُثقّف مُتعدد المواهب، وأديب باحث فى شئون الأدب العربى، والشعر،والتاريخ ،والدين،والسياسة، والأدب الشعبى ، والتُراث، وروائي له عدّة إصدارات،،،، لهُ موقعٌ مُميّز على باحِث Google، إذا ولجتَّ فيه، صعُبَت عليك المُغادرة. 
٢- فى دعوة عشاء بداره فى چنيڤا/ سويسرا، عام ١٩٩٤، إستضافنا الصديق الدكتور كامل إدريس، أنا والصديق الراحل مولانا خلف الله الرشيد، رئيس القضاء الأسبق، عليه رحمةُ الله وغفرانه، ودار حديثنا فى الشأن الوطنى على وجه العموم، وكان الدكتور كامل يخطط وقتها للجمع بين من هٌم على قّمة النظام ، بمن هُم على قمّة المُعارضة، مُستهدِفاً يومها ،جمع شمل أهل (الشمال) فى مواجهة المد الجامح للدعوة بالإنفصال من أهل (الجنُوب).
٣- والدكتور كامل يحمل -مثل كل السودانيين الطيبين- همُوم الوطن، ويسعى للإصلاح، وكانت قد سبقت لى مُقدّماتٍ ساقها مثلهُ فى ١٩٨٦-١٩٨٨، كلٌ من الدكتور تيسير محمد أحمد، والدكتور عُمر إبراهيم عبُود، وإدوارد لينو، ودكتور لام أكول، وبعض الأكادميين، ولكن ، إزاء التوتر المُتصاعد بين شمال السودان وحركة وجيش تحرير شعب السودان ضاعت الفكرة. 
٤- فى ضيافة الدكتور كامل -ليلتها- أكّد ثلاثتُنا أنْ لا بُدَّ من إبتداع (وعاءٍ) جامعٍ يضُم معظم أهل الفكر، والقوى الناعمة فى المُجتمع، ويحشدهُم للعمل السياسى بديلاً عن الأحزاب التقليديّة، وبعيداً عن الإنتماءات بأنواعها ، ودارت الأيام ، إذ عاد الدكتور كامل إدريس بعد ترك المنصب الأُمَمى، ودعا لإجتماعٍ رتّب له الصحافى الكبير المُهندس عثمان ميرغنى بمكتب الأستاذ الصحافى محمّد لطيف بجامعة الخرطوم، وبرئاسته، وطُرحت فكرة (الوعاء) الجامع وتحمّس الحضور، لإنشاء (تيار سياسى) يطرح نفسه مُنافساً للقوى التقليديّة، ويأخذ موضعه طبقا لقانون الأحزاب والتنظيمات، وكان الأُستاذ عثمان ميرغنى قد تطوّع برعاية إجتماع عام، نواةً لجمعية عموميّة يترتب عليها تكملة المشوار. ولكن يبدو أنّ إجتماعنا ذاك كان (محضُوراً)، فنُصبت كل عراقيل الدنيا أمام دعوة الأستاذ عثمان ميرغنى، فأنفضّ السامر، وبقى عثمان ميرغنى مثلَ السيْفِ وحْدهْ. 
٥- فى منتدى على (فضائيّة أُم دُرمان)، فى برنامج (مطر الألوان)، ٢٠١١،إستضافنى الأُستاذ الإعلامى المرموق حسين خوجلى بمعيّة المُفكِر الدكتور على حمد إبراهيم، فى حِوارٍ عن (الدعوة للقبليّة) ما لها، وما عليها، وكان الحوار، والذى إمتدّ لأكثر من ساعتين، سياسِيّاً بإمتياز، حملنا ثلاثتنا فيه على تقاعُس (المثقفين) عن العمل السياسى فى أوعيِة جديدة تكون بديلاً للأحزاب التقليديّة ذات (الأرضيّة القبليّة) و (السقف الطائفى)، ومرّةً أخرى، لم يعقُب ذلك المُلتقى غير بعض التعليقات من بعض الصُحف اليوميّة، وكلها كانت مع الدعوةٍ لِ:- (الوعاء الجامع). 
٦- يعود الدكتور عمر فضل الله اليوم، واضعاً باقَةً من أهداف (الجبهة الوطنِيَّة المُوحّدة)، 
تسميةً أكثر شمولاً، وأهدافاً منتقاةٍ ومطهّرة من كل ما يدعو للِْبسْ فى الفهم، وهى – لعمرى – أهدافٌ تدعو للطُمأنينة وتبعثُ على الأمل، فالوطن فى أمسّ الحاجة لروحٍ وثّابةٍ وطمُوحٍ مفتُوحٍ على الأُفق، فالأحزاب ال :- ( بضعةٍ وثمانين ) حزباً، تتدافع على منصبٍ يضمن لرئيس الحزب مقعداً واحداً فوق مقطورة السُلطان، ولا عزاء لِوطَنْ.
٧- الدكتور عمر فضل الله، لسانُ صِدق، وأُذُنُ خير، وأفضل من يرفع القواعد من (الجبهة الوطنِيّة المُوحدة)، وهُو هادينا لوجهتنا.

اللواء م/ عثمان عبد الله