شكرا لك د.عمر… شكرا لك د خالد فرح…
لقد تابعت من قبل الجدة صليحة وهي بعد طفلة يافعة.. من منشئها.. سمه دار فاس.. مغامرتها للحاق بجدها..وفقدانها للقافلة.. إثر عاصفة رملية.. وفقدانها راحلتها.. والتقاطها بواسطة أحد الهمباتة.. ثم تكامل خيوط نجاتها.. من وسط الحسانية.. دخولها تمبكتو.. ثم خروجها في رفقة قافلة أخرى.. وأرملة في عودتها إلى (أوليائها) بعد وفاة زوجها.. وحتى دخولها سوبا.. وشهادة صليحة لأحداث.. تدبير.. مؤامرات.. انسحاب ..تمويه.. عودة ..واقتحام.. وإزالة مدينة من وجه الأرض.. زواج صليحة..عودة جدها من رحلة الحج.. اللقاء المستحيل.. وأكثر من ذلك الراوي الحفيد.. حيث يناديها.. يسائلها.. يقرأ أفكارها.. وتقرأه.. إلى أن تغادر الدنيا تلحق بجدها.. وترقد إلى جواره.. ليصبحا قبرين صامتين.. تشرق عليهما الشمس كل يوم.. تبث شعاعها وحرارتها. تنبت شجيرات الأكاشيا.. طائر القطا قرب القبرين يتخذ مفحصاً.. يضع بيضه.. يكبر يغادر عشه في إقلاعه المعهود.. القمر ياتي مساءا.. يصيب الصحراء منه سحر وسكون.. يظل القبران صامتين.. .تدور السنون.. تروح أجيال.. لا أحد.. يذكر صليحة وجدها.. إلا حفيد بعيد اسمه عمر.. يسائل جده.. من لنا في ذاك المكان.. فكانت أنفاس صليحة… جدتي.. أو تسمعين طرق أصبعي في هذا الجهاز اللوحي.. خشيت أن أوقظك.. لكن
عبر الأثير استقبلت نصها.. طرياً.. تتبعته وتابعته.. فأصابتني الدهشة.. وأول سمت الدهشة الصمت.. ومنه الذهول. حتى أيقظني اليوم هكذا الدكتور خالد فرح.. شكراً . جدتي.. أو تسمعين طرق أصبعي على هذه اللوحة..
الصادق عبد الله.