| إِذَا فَاتَنِي ظِلُّ الْحِمَى وَنَعِيمُهُ | كَفَانِي وَحَسْبِي أَنْ يَهُبّ نَسِيمُهُ |
| ويُقْنِعُنِي أَنِّي بِهِ مُتَكَيِّفٌ | فَزَمْزَمُهُ دَمْعِي وَجِسْمِي حَطِيمُهُ |
| يَعُودُ فُؤَادِي ذِكْرُ مَنْ سَكَنَ الْغَضَا | فَيُقْعِدُهُ فَوْقَ الْغَضى وَيُقِمُهُ |
| وَلَمْ أَرَ شَيْئاً كَالنَّسِيمِ إِذَا سَرَى | شَفَى سُقمَ الْقَلْبِ الْمَشُوقِ نَسِيمُهُ |
| نُعَلِّلُ بالتَّذْكَارِ نَساً مَشُوقَةً | يُدِيرُ عَلَيْهَا كَأْسَهُ وَيُدِيمُهُ |
| وَمَا هَاجَنِي بِالْغَورِ قَدٌّ مُرَنَّحٌ | وَلاَ شَاقَنِي مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ رِيمُهُ |
| وَلاَ سَهِرَتْ عَيْنِي لِبَرْقِ ثَنِيَّةٍ | مِنَ الثَّغْرِ يَبْدُو مَوْهِناً فَيَشِيمُهُ |
| بَرَانِيَ شَوْقٌ لِلنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ | يَسُومُ فُؤَادِي بَرْحُهُ مَا يَسُومُهُ |
| أَلاَ يَا رَسُولَ اللهِ نَادَاكَ ضَارِعٌ | عَلَى الْبُعْدِ مَحْفُوظُ الْوِدَادِ سَلِيمُهُ |
| مَشُوقٌ إِذا مَا الَّليْلُ مَدَّ رِوَاقَهُ | تَهُمُّ بِهِ تَحْتَ الظَّلاَمِ هُمُومُهُ |
| إِذا مَا حَدِيثٌ عَنْكَ جَاءَتْ بِه الصَّبَا | شَجَاهُ منَ الشَّوْقِ الْحَثِيثِ قَدِيمُهُ |
| وَتُقْرِبُهُ الآمَال مِنْكَ تَعَلُّلاً | وَيُبْعِدُهُ الْمِقْدَارُ عَمَّا يَرُومُهُ |
| بَرَاهُ الأَسَى إِلاَّ الرُّكُونُ إِلَى عَسَى | صَحِيحُ الْهَوَى مُضْنَى الْفُؤَادِ سَقِيمُهُ |
| تَدَارَكْهُ يَاغَوْثَ الْعِبَادِ بِرَحْمَةٍ | يُقَضِّيهِ دَيْنَ الْعَفْوِ مِنْهَا غَرِيمُهُ |
| أَيجْهَرُ بِالشَّكْوَى وَأَنْتَ سَميعُهُ | أَيُعْلِنُ بالنَّجْوَى وَأَنْتَ عَلِيمُهُ |
| أَتُعْوِزُهُ السُّقْيَا وَأنْتَ غِيَاثُهُ | أَتُتْلِفُهُ الْبَلْوَى وَأَنْتَ رَحِيمُهُ |
| وَقَدء بَثَّ مِنْكَ اللهُ فِي الْخَلْقِ رَحْمَةٌ | فَأُنْقِذَ عَانِيهِ وَأَثْرِي عَدِيمُهُ |
| بِنُورِكَ نُورِ اللهِ قَدْ أَشْرَقَ الْهُدَى | فَأَقْمَارُهُ وَضَّاحَةٌ وَنُجُومُهُ |
| لَكَ أنْهَلَّ فَضْلُ اللهِ بِاْلأَرَضِ سَاكِنَاً | فَأَنْوَاؤُهُ مُلْتَفَّةٌ وَغُيُومُهُ |
| وَمِنْ فَوْقِ أَطْبَاقِ الطِّبَاقِ بِكَ اقْتَدَى | خَلِيلُ الَّذِي أَوْطَاكَهَا وَكَلِيمُهُ |
| لَكَ الْخُلُقُ الأَرْضَى الَّذِي بَانَ فَضْلُهُ | وَمَجْدُكَ فِي الذِّكْرِ الْعَظِيمِ عَظِيمُهُ |
| لَكَ الْمُعْجِزَاتُ الْغُرُّ يَبْهَرُ نُورُهَا | إِذَا ارْبَدَّ مِنْ جُنْحِ الظَّلاَمِ بَهِيمُهُ |
| وَحَسْبُكَ مِنْ جِذْعٍ تَكَلَّمَ مُفْصِحاً | وَقَدْ دَمِيَتْ يَوْمَ الْفِرَاقِ كُلُومُهُ |
| وَبَدْرٍ بَدَا قِسْمَيْنِ فَالِقسْمُ ثَابِتٌ | مُقِيمٌ وَقَدْ أَهْوَى إِلَيْكَ قَسِيمُهُ |
| وَذَلَّ لِمَسْرَاكَ الْبُراقُ كَرَامَةً | وَسَاعَدَ مِنْهُ وَخْذُهُ وَرَسِيمُهُ |
| وَمَنْ فَوْقِ أَطْبَاقِ السَّمَاءِ بِكَ اقْتَدَى | خَلِيلُ الَّذِي أَوْطَاكَهَا وَكَلِيمُهُ |
| وَمُعْجِزَةُ الْقُرْآنِ أَجْلَى فَإِنَّهُ | عَجَائِبُهُ لاَ تَنْقَضِي وَعُلُومُهُ |
| تَمَيَّزْتَ قَبْلَ الْقبْلِ بِالشِّيَمِ الْعُلَى | وَآدَمُ لَمْ يَدْرِ الْحَيَاةَ أدِيمُهُ |
| إِذِ الْكَوْنُ لَمْ تَفْتُق يَدُ الأَمْرِ رَتْقَهُ | وَلَمْ تَمْتَزِجْ أَرْوَاحُهُ وَجُسُومُهُ |
| وَمَنْ نُورِكَ الْوَضَّاحِ فِي الْعَالَمِ اهْتَدَى | غَدَاةَ اقْتَدَى صَدِيقُهُ وَحَكِيمُهُ |
| عَلَيْكَ صَلاَةُ اللهِ يَاخَيْرَ مُرْسَلٍ | بِهِ بَانَ مِنْ نَهْجِ الرَّشَادِ قَوِيمُهُ |
| وَيالَيْتَ أَنِّي فِي ضَريحِكِ مُلْحَدٌ | يَرفُّ بِتَكْرَارِ الْعِهَادِ جَمِيمُهُ |
| يُجَاوِر عَظْمِي تُربَكَ الْعَطِرَ الشَّذَى | فَيَعْطِرُ مِنْ مَاءِ الْحَيَاةِ رَمِيمُهُ |
| تَقَضَّى كَرِيمَ الْعُمْرِ فِي غَيْرِ طَائِلٍ | كَمَا بَدَّدَ الْوَفْرَ الْغَزِيرَ كَرِيمهُ |
| فَآهٍ عَلَى نَفْسِي أُرَدّدُهَا أَسىً | لِوَخْطٍ أضَاءَتْ لَيْلَ فَوْدِي نُجُومُهُ |
| وَإِنْ كَانَ نَبْتُ الأَرْضِ مُرْتَهَنَ الذَّوَى | فَلَيْسَ سَوَاءً غَضُّهُ وَهَشِيمُهُ |
| جَفَانِيَ دَهْرِي وَاسْتَهَانَ بِحُرْمَتِي | فَدَهْرِيَ مَمْقُوتُ الذِّمَامِ ذَمِيمُهُ |
| وَفَرَّقَ مَا بَيْنِي وَيْنَ أَحِبَّتِي | فَأَنْكَادُهُ تَنْتَابُنِي وَغُمُومُهُ |
| فَلَوْ كَانَ يُجْدِي الْعَتْبُ أَبْلَغْتُ عَتْبَهُ | وَلَوْ كَانَ يُغْنِي اللَّوْمُ كُنْتُ أَلُومُهُ |
| وَلَوْ لَحَظَتْنِي مٍنْ جَنَابِكَ لَحْظَةٌ | لَمَا رَامَنِي عِنْدَ الْبَيَاتِ نُجُومُهُ |
| فَآوِ طَرِيداً عَائِذاً أَنْتَ كَهْفُهُ | وَذِكْرُكَ بِالْمَدْحِ الصَّرِيحِ رَقِيمُهُ |
| رَعَى اللهُ عَهْداً فِي رِضَاكَ وَمَأْلَفاً | مُلُوكُ الْعُلَى تُعْنَى بِهِ وَتُقِيمُهُ |
| وَحَيِّ بِوَادِي الْغَبْطِ دَاراً مَزُورَةً | تُوَالِي لِجَرَّاكَ النَّدَى وَتُدِيمُهُ |
| رَحِيبَةُ ألْطَافٍ إِذَا الْوَفْدُ حَلَّهَا | تَكَنَّفَهُمْ غَمْرُ النَّوَالِ عَمِيمُهُ |
| رَحِيبَةُ أَلطَافٍ إِذَا الْوَفْدُ حَلَّهَا | تَكَنَّفَهُمْ غَمْرُ النَّوَالِ عَمِيمُهُ |
| تَوَسَّدَ مِنْهَا التُرْبَ أَيُّ خَلاَئِفٍ | بِهِمْ دِينُكَ الأَرْضَى اسْتَقَلَّتْ رُسُومُهُ |
| أَئِمَّةُ عَدْلٍ أَوْضَحُوا سُبُلَ الْهُدَى | وَسُحْبُ نَوَالٍ لاَ تَشِحُّ غُيُومُهُ |
| وَأُسْدُ جِهَادٍ أَذْعَنَتْ لِسُيُوفِهِمْ | جَلاَلِقَةُ الثَّغْرِ الْغَرِيبِ وَرُومُهُ |
| فَلَوْلاَهُمْ يَاخَيْرَ مَنْ سَكَنَ الْحِمَى | لَرِيعَ حِمَاهُ وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ |
| تَغَمَّدَهُمْ مِنْكَ الرِّضَا يَوْمَ تُقتَضَى | دُيُونُ مَقَامٍ لاَ تُضَامُ خُصُومُهُ |
| وَأَنَّسَهُمْ وَالرَّوْعُ يُوحِشُ هَوْلُهُ | وَأَمَّنَهُمْ وَالْحَشْرُ تُذْكَى جَحِيمُهُ |
| أَبُو يُوسُفٍ مُفْنِي الْعِدَى نَاصِرُ الْهُدَى | وَيُوسُفُ مِطْعَانُ الْهِيَاجِ زَعِيمُهُ |
| وَعُثْمَانُ غَيْثُ الْجُودِ أَكْرَمُ وَاهِبٍ | إِذَا مَا الْغَمَامُ الْجَوْنُ ضَنَّتْ سُجُومُهُ |
| وَعُلْيَا عَلِيِّ كَيْفَ يُجْحَد حَقُّهَا | أَنَجْحَدُ ضَوْءَ الصُّبْحِ رَاقَ وَسِيمُهُ |
| هُوَ الْعَلَمُ الأَعْلَى الَّذِي طَالَ فَخْرُهُ | هُوَ الْمَلِكُ الأَرْضَى الَّذِي طَابَ خيمُهُ |
| لَقَدْ فَاءَ ظِلُّ اللهِ مِنْهُ عَلَى الْوَرَى | فَأَيَّمُهُ مَكْفِيَّةٌ وَيَتِيمُهُ |
| وَجَدَّدَ مِنْهَا الْبِرَّ وَالْفَضْلَ مَجْدُهُ | وَلَوْلاَهُ كَانَتْ لاَ تَبِينُ رُسُومُهُ |
| وَأَوْرَثَ إِبْرَاهِيمَ سِرَّ خِلاَفَةٍ | نَمَاهُ مِنَ الْمَجْدِ الصُّرَاحِ صَمِيمُهُ |
| إِذَا الأَمَلُ اسْتَسَقَى غَمَامَةَ رَحْمَةٍ | فَمِنْ كَفِّ إِبْرَاهِيمَ تَكْرَعُ هِيمُهُ |
| وَكَمْ مِنْ رَجَاءٍ خَابَ نَظْمُ قِيَاسِهِ | فَأَنْتَجَ بِالْمَطْلُوبِ مِنْهُ عَقِيمُهُ |
| أَمَوْلاَيَ لاَحِظْهَا عَلَى الْبُعْدِ خِدْمَةً | لِوَالِدِكَ الأَرْضَى انْتَقَاهَا خَدِيمُهُ |
| تَخَيَّرَهَا فِكْرِي فَرَاقَ نِظَامُهَا | كَمَا رَاقَ مِنْ دُرِّ النُّحُورِ نَظِيمُهُ |
| وَكَلْتُ بِهَا هَمِّي وَأَغْرَيْتُ هِمَّتِي | فَسَاعَدَهَا هَاءُ الرَّويِّ وَمِيمُهُ |
| حَلَلْتُ بِهِ مُسْتَنْصِراً بِجَنَابِهِ | وَعَاهَدْتُ نَفْسِي أَنَّنِي لاَ أَرِيمُهُ |
| عَلَى قَبْرِهِ الزَّاكِي وَقَفْتُ مَطَامِعِي | فَمَنْ نَالَنِي بِالضَّيْمِ أَنْتَ خَصِيمُهُ |
اضف تعليقا