زهير بن مسعود الضبي. شاعر جاهلي من شعراء الفروسية والوصف لا يعرف عنه الكثير ولكن ما خلفه من شعر يدل على شاعرية رفيعة مبدعة. شهد مع قومه يوم أبضة حين أغار قومه بنو ضبة على بني بحتر فقتل زهير الحليس بن وهب وقال فيه شعراً. وقد وصف زهير بالأعسر الذي أشل يد زيد الفوارس ويدور شعر زهير حول الحرب والفتك والقتال. وهو من معاصري عنترة وزيد الخيل وحاتم الطائي.

أَعَرَفتَ رَسمَ الدارِ بالحُبسِ فأجارِعِ العَلَمَينِ فالطُلسِ

فوقفتَ تَسألُ هامِداً كالكُحلِ بَينَ جواثِمٍ حُلسِ

وَمُثَلَّماً رفعَ القيانُ له عَضُدَيهِ حَولَ البَيتِ بالفأسِ

فأنهَلَّ دَمعُكَ في الرِداءِ وَهَل يَبكي الكَبيرُ الأَشمَطُ الرأسِ

أَفَلا تَناسَاهُم بِذعَلَبَةٍحَرفٍ مُسانِدةِ القَرا جَلسِ

أُجُدٌّ تَجِلُّ عَن الكَلالِ إِذااكتَنَّ الجَوازيءُ من لظى الشَمسِ

وَكأَنَّ رَحلي فَوقَ ذي جُدُدٍبشَواهُ وَالخَدَّينِ كالنقسِ

لَهقِ السراةِ خَلا المرادُ لَهُبِصَرايمِ الحسنينِ فالوَعسِ

حَتّى إِذا جَنَّ الظَلامُ لهراحَت عليهِ بوابلٍ رجسِ

فأوى إِلى أَرطاةِ مرتَكمِالأَنقادِ من ثأدٍ ومن فرسِ

فَأَكَبَّ مُجتَنِحاً يُحَفِّرُهابظلوفهِ عَن ذي ثَرى يَبسِ

حَتّى أَضاءَ الصُبحُ وأنحَسَرَتعنه غَمايَةُ مظلمِ دَمسِ

وَغَدا كأَنَّ بِقَلبِهِ وَهلاًمن نَبأةٍ راعَتهُ بالأَمسِ

فأَحسّ من كَثَبٍ أَخا قَنَصٍخَلَقَ الثيابِ مُحالِفَ البؤسِ

ذا وَفضَةٍ يَسعى بِضاريةٍمثلِ القِداح كوالحٍ غُبسِ

حَتّى إِذا لَحِقَت أَوائِلُهاأَو كدنَ عرقوبَيهِ بالنَهسِ

بَلَغَت حَفيظَتُه فكَرَّ كَماكَرّض الحميُّ الأنفِ ذو البأسِ

فقصَرنَ مُزدَهَف وَذو رَمَقٍمُتحامِلاً بحُشاشَةِ النَفسِ

واِنصاعَ عَرضيّاً كأَنَّ بهِلَمماً من الخُيَلاءِ وَالفُجسِ

فلَرُبَّ فتيانٍ صَبَحتُهمُ من عاتِقٍ صَهباء في الخِرسِ

عانيَّةٍ تُصبي الحليمَ إِذادارَت أَكُفّ القَومِ بالكأسِ

وَمُناجِدٍ بَطَلٍ دَبَبتُ لَهُتَحتَ الغُبارِ بطَعنَةٍ خَلسِ

جَيّاشَةٍ تَرمي إِذا سُبِرَتبِسبارِها المَسمورِ كالقَلسِ

وَكَواعبٍ هيفٍ مُخَصَّرَةِ الأَبدانِ من بيضٍ ومن لُعسِ

حورٍ نَواعِمِ قَد لَهَوتُ بهاوَشَفَيتُ من لذاتِها نَفسي

وَجَسيمِ هَمٍّ قَد رحَلتُ لهحَتّى تؤوبَ بليَّةً عنسي

فَفَرجتُ هَمّي بالعَزيمَةِ إِنَّالعَزمَ يَفرُجُ غُمَّةَ اللَبسِ

وَلَقيتُ من ثَكَلٍ وَمغبَطَةٍوَالدَهرُ من طَلقٍ ومن نَحسِ