الطريقة الموصلة للطريق

قرأ في الفتوحات: لَوْ عَلِمْتَهُ لَمْ يَكُنْ هُوَ وَلَوْ جَهِلَكَ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ فَبِعِلْمِهِ أَوْجَدَكَ وَبِعَجْزِكَ عَبَدْتَهُ فَهُوَ هُوَ لِهُوَ لَا لَكَ وَأَنْتَ أَنْتَ لأنتَ وَلَهُ. الدَّائِرَةُ مُطْلَقَةٌ مُرْتَبِطَةٌ بِالنُّقْطَةِ والنُّقْطَةُ مُطْلَقَةٌ لَيْسَتْ مُرْتَبِطَةً بِالدَّائِرَةِ. نُقْطَةُ الدَّائِرَةِ مُرْتَبِطَةٌ بِالدَّائِرَةِ.
أصابت فتوحات الشيخ من قلبه مقتلاً وأدارت رأسه أياماً عديدة فجعلته يقلب وجهه في سماء الغار ويدير طرفه في قبلة تقلب الأقدار يغوص في المرامي ويسبح في المعاني لكنه أيقن أن ذلك لن يكون إلا حين يلتحق المقيد بالمطلق فتنفتح له نافذة من الفيوض الإلهية. لكنه لم يتخل عن رجائها فقد سلبت لبه خواطر الحاتمي فعكف عليها وأعجبته مؤلفات أبي حامد فاتخذها مرجعاً ونبذ غيرها، وفي كترانج اعتكف في المسجد يرتشف (قطر الندى) ويتحلى بـ(شذور الذهب) فأطلقت لسانه وصوبت بيانه، لكن ذلك الشيخ الذي في المسجد بقي يراقبه فرأى فيه توقاً للتعلم وحباً للقراءة، فجلس معه وأرشده إلى (رسالة) القيرواني و(جوهرة) اللقاني. وسرعان ما عكف عليهما الفتي الظاميء للمعرفة فالتهمها التهاماً وحثه ذلك الكسب في التوحيد والفقه على أن لا يبرح حتى يبلغ قاهرة الفاطمي فيصبح أزهرياً أو يمضي حقباَ. فعل ذلك بحماسة الشباب واندفاع الطلاب. لكنه ما كاد يبلغ غربي بربر حتى طاب له المقام عند خلوة الشيخ محمد الخير بالغبش، ذلك أنه عثر فيها على (الإحياء) فبدا له أنه وقع على ضالته التي طالما سمع عنها في كترانج وعبثاً بحث عنها فما وجدها إلا عند محمد الخير فاختلس الإحياء وانفرد به منزوياً عن الناس في خلوة لا تمل. وسرعان ما افتقده شيخ الغبش حين لاحظ غيابه عن المسجد والجماعة، ولما سأل عنه الحيران والجيران، وما أفادوه بشيء طفق يبحث عنه بنفسه في كل مكان، حتى وجده أخيراً في ركن من الأركان منقطعاً بالإحياء عن الأحياء، فراعه ذلك وأزعجه، وانتزع الكتاب من يد الفتى، خوفاً عليه، ثم أمره في لهجة حازمة، ألا يقترب من هذا السِّفْر، إلا بعد أن يتمكن في علوم التوحيد ومعرفة العلاقة بين الله والعبيد. قال له:
– إن أردت طريق الأنبياء والأولياء فعليك بالتزام نهجهم وسلوك طريقهم. ولن يفيض النور على قلبك بمجرد مطالعة الإحياء!
– وبماذا يفيض إذن؟
– بالتفقه أولاً ثم بالزهد في الدنيا ثانياً والتبري من علائقها وتفريغ القلب من شواغلها والإقبال بكنه الهمة على الله تعالى فمن كان لله كان الله له. وأما الإحياء فهو منتهى سلوك المريد.
– أرشدني أرشدك الله.
– ابدأ بمعرفة التوحيد فهو غاية المرام، ثم عليك بفقه مالك لتعرف الحلال والحرام، ثم اقطع علائق الدنيا الدنية، وفرغ قلبك منها بالكلية، واقطع الهمة عن الأهل والمال والولد والوطن، وعن العلم والولاية والجاه فذلك من حسن الفطن.
– وماذا يحصل إن أنا فعلت ذلك؟
– يصير قلبك إلى حالة يستوي فيها وجود كل شيء وعدمه. ثم تخلو بنفسك في زاوية مع الاقتصار على الفرائض والرواتب الباقية وتجلس فارغ القلب مجموع الهم ولا تفرق فكرك بقراءة قرآن ولا بالتأمل في تفسير ولا بكتب حديث ولا غيره بل تجتهد أن لا يخطر ببالك شيء سوى الله تعالى، فلا تزال بعد جلوسك في الخلوة قائلاً بلسانك: الله الله على الدوام مع حضور القلب حتى تنتهي إلى حالة تترك تحريك اللسان وترى كأن الكلمة جارية على لسانك ثم تصبر عليها إلى أن يمحي أثرها عن اللسان وتسري في الأبدان وتصادف قلباً مواظباً على الذكر ثم تحافظ عليه إلى أن يمحي عن قلبك صورة اللفظ وحروفه وهيئة الكلام وتصريفه ويبقى معنى الكلمة مجرداً في قلبك حاضراً فيه كأنه لازم له لا يفارقه فتكون بما تفعله متعرضاً لنفحات رحمة الله فلا يبقى إلا الانتظار لما يفتحه لك من رحمة كما فتحها على الأنبياء والأولياء بهذه الطريق وعند ذلك إذا صدقت إرادتك وصفت همتك وحسنت مواظبتك فلم تجاذبك شهواتك ولم يشغلك حديث النفس بعلائق الدنيا تلمع لوامع الحق في قلبك.
صمت صاحبنا صمت القبور، فقد فهم نصيحة الغبشاوي لكنه كان قد أكمل قراءة الإحياء قبل ذلك فلم تنفع معه النصيحة ولا سلوك الطريقة الصحيحة. فهاجر إلى (أم مرحى) ليسلك الطريقة السمانية على شيخها محمد شريف نور الدائم، وهناك عثر على كنز من كنوز علم الباطن، فقرأ لأحمد بن إدريس وحين تعرض للفتوحات المكية عرف أسرار المهدية فرسخت في أعماقه واستقرت في آماقه. وجمع بين اللغة والفقه والفكر والزهد. وانقطع للعبادة الخاشعة والإخبات. ولازم شيخه يطحن له غذاءه بيده ويطبخ له طعامه تزلفاً إليه وتقرباً ويلازم الصوم والعبادة حتى أجازه شيخاً للطريقة السمانية لكن أخويه جاءا وألحا عليه أن يعود معهما ليعمل في صناعة المراكب وليجمع بعض المال فيتزوج ابنة عمه فاطمة بنت حاج فقد كبرت ونضجت واستدار عودها والتف جسدها. لم ترق له الفكرة البتة لكنهما ما زالا يحسنان له صورتها حتى عاد معهما إلى الخرطوم فتزوجها.
وفي ليلة الدخلة رأى الرجال والنساء يرقصون مختلطين فمنعهم من الرقص وأغضبهم ذلك فانصرفوا وتركوه. وبقي وحيداً لا يختلط بالناس ولا يخالطونه. ثم ترك صناعة المراكب مرة أخرى وانقطع عن العمل وبقي مع ابنة عمه. وفي هذه المرة لجأ شقيقاه إلى زوجته لتعينهما عليه فبقيت تهجره ليقبل نصحها ويسير طوع إرادتها لكنه لم يكترث لذلك.
وفي يوم وجدته يقرأ القرآن فانتزعت المصحف من يده وألقته على الأرض فطلقها وخرج غاضباً. وافتتح خلوة لتعليم الغلمان القرآن الكريم لكنه لم يصبر على ذلك فتركه وغادر إلى الجزيرة أبا فتزوج فاطمة ابنة أحمد شرفي. وبقي يختلف إلى شيخه محمد شريف بالمرابيع القريبة من الجزيرة أبا.
حين خرج من الخرطوم كان يذكر أيامه وهو يسير في شوارع الخرطوم فيرى أنه غريب في هذه المدينة التي تعج بالأجانب فهؤلاء الترك الكذابون مكنوا للنصارى الملاعين يفعلون بالخرطوم ما يشاءون .
قال لي يوماً:
– تعلمين يا عائشة أن الترك بعدما دخلوا بلادنا أباحوها للنصارى ولأعوانهم من دول الغرب فجلبوا النصرانية إلى بلادنا ففي حمى هذا المقدوني محمد علي دخلت الكنيسة الكاثوليكية وجاء المنصرون والقساوسة والرهبان متدثرين بثياب المكتشفين والفنيين العسكر فعملوا على تنصير الأهالي رغم أن قوانين الترك كانت تقول “لا يجوز إقامة أي إرسالية تبشيرية شمال خط عرض 10درجة شمال خط الاستواء في أي جزء من السودان المعتبر مسلماً من قبل الحكومة “إلا أن حكامهم سمحوا ببناء الكنائس في بلاد المسلمين وفي قلب المدن وفي مواقع هامة وبمواصفات هندسية وجمالية عالية، تذهب بالقلوب والأبصار كما أقاموا الإرساليات في مديريات كردفان في منطقة جبال النوبة، ولم توضع قيود على استيراد وتوزيع وبيع الإنجيل كتاب النصارى.
قال لي:
– حين كنت في الخرطوم يا عائشة رأيت القسيس الإيطالي اللازاري (لويجي مونتوري) الذي هو من جمعية الآباء البيض الذي قيل إنه حين جاء إلى الخرطوم في يوليو 1843م، أنشأ كنيسة كاثوليكية في الخرطوم وألحق بها مدرسة، وكذا المطران الايطالي (دانيال كمبوني) الذي أتم بناء الارسالية الكاثوليكية بالخرطوم سنة 1878م. وقبل ذلك بعام واحد رفعته الكنيسة إلى درجة أسقف اعترافاً بصحة مشروعه ونشاطه.
كنت أسير على شاطيء النيل في الخرطوم فأسمع أجراس الكنائس وهي تدق جرس (السلام عليك يامريم). والخرطوم تعج بأساقفة الكنائس والراهبات. البعثات التنصيرية احتلت أجمل المواقع على شاطيء النيل وأنشأت الحدائق وزرعت أشجار النخيل أمام باحة الكنيسة. وبقيت تقيم الاحتفالات الكنسية كل ليلة. حين كنت أسير في ذلك الطريق أرى القسيس (ألويس بونومي) و(هانسل) قنصل النمسا و(ليقناني) قنصل إيطاليا يجلسون على الشاطيء. ثم أسير قليلاً فيقابلني القسيس كمبوني (توفي 10 أكتوبر سنة 1881) الذي اعتاد أن يتمشى على الشاطيء وهو في الخمسين من عمره. كانوا يتجمعون كل ليلة فيقيمون الليالي الساهرة. وكان يحضر تلك الاحتفالات (ماركوبولي بك) والدكتور (تسور بوخن) و(ماركيت) وكانت هناك امرأة رحالة متجولة اسمها (جين شوفر) تنطلق رحلاتها من الخرطوم إلى مجاهل افريقيا. كنت ألمحها تذرع الشاطيء نصف عارية وقد جدلت شعرها جدلتين وربطت وسطها بقطعة قماش وهي تسير غير مكترثة لأحد ولا عابئة بمن حولها. وفي أحيان أخرى كنت تراها جالسة تدون وتكتب.
قالت عائشة:
زعم الكذابون أن الشيخ محمد شريف كان يحرضه على دعوى المهدية ويحسنها في عينه ويثني عليه لكنه حين صدق هذه الدعوى وقبلها وأشربها في روحه أنكر عليه محمد شريف وأصدر منشوراً إلى أتباعه يقول فيه إنه عزل محمد أحمد من الخلافة وأبعده عن طريقته نظراً للدعاوى الكاذبة بالمهدية ليتوصل بذلك إلى الرياسة والملك. وأنا أعلم أن محمد احمد ما كان من طلاب الرياسة ولا الدعاة للملك يوماً! فمن الذي كتب على لسان الشريخ شريف للتحريض على تلميذه ثم نسبه إليه؟ أم كان شيئاً ملفقاً ومنسوباً إليه أم أنه كتبه بالفعل تحت التهديد والوعيد أم أنه كتب بالفعل خطاباً ولم يتضمن كل ذلك ثم زادوا فيه بالإضافة والحذف يا ولدي؟ مازلت حائرة فلم يقبل عقلي كل هذا ولا إن طال بي العمر أن أعلمه.
قالت لي:
زعموا أيضاً أن أن الشيخ شريف قال عن الخليفة: (في سنة 1295 جاءني رجل من البقارة يروم سلوك الطريقة السمانية على يدي فلقنته أورادها ومكث ملازماً لخدمتي وأخبرني أنه جاء مع والده من بلاد (الكلكة) جنوب مقاطعات دارفور قاصدين الأقطار الحجازية لتأدية فريضة الحج وأنهما فقيران لا يملكان غير عجل من البقر ذللاه بزمام وامتطياه على مألوف عادة أهالي تلك البلاد ولما وصلا إلى بلاد الجُمَعِ من تخوم كردفان الشرقية مات أبوه ولحق به العجل فأقام بمنزلي نحو عامين فكان أكثر كلامه معي قوله إنك المهدي المنتظر من ارتاب في ذلك فقد كفر فكنت أنهاه عن هذا القول ولا ينتهي. وفي ذات يوم قلت له أنا لست مهدياً وأبغض شيء إلىَّ سماع هذه الكلمة التي لا يسير بها غير تلميذي الذي طردته محمد احمد وقلت له على سبيل السخرية والازدراء إذا كنت ممن يتوقعون ظهور المهدية فعليك به وفي اليوم التالي سألت عنه فلم أجده وأخيراً علمت أنه لحق بمحمد احمد المتمهدي وهو في الحلاوين يشيد قبة الشيخ القرشي وأنه حينما وقعت عينه عليه خرَّ على الأرض مدعياً أنه أغمي عليه وبعد حين رفع رأسه فسأله الحاضرون عن سبب إغمائه فقال نظرت أنوار المهدية على وجهه فصعقت من شدة تأثيرها على حواسي ومن ثم صاحبه وعاد معه إلى جزيرة أبا وكان الدناقلة أقارب المهدي يضطهدونه ويزدرونه وهو يقابلهم بالحلم والصبر حتى أفضت إليه الخلافة فانتقم منهم شر انتقام)..
– وهل هذه الرسالة صحيحة يا أمي؟
– كلها كذب وافتراء .. والشيخ شريف لم يكتب حرفاً واحداً منها بل كتبها هؤلاء الأتراك الكذابون ونسبوها إلى الشيخ شريف وهو منها براء. هؤلاء المنافقون لم يجدوا وسيلة للإساءة إلى محمد احمد إلا وفعلوها وفي هذه المرة ركبوا ظهر التعايشي ليصلوا إلى الإساءة إلى محمد احمد. ياللعار.
– لكن ما الصحيح في حكاية التعايشي يا أمي؟
– إليك ما أعلمه من قصة اجتماع التعايشي مع محمد احمد. فهي تدل على حيلته ودهائه ومكره. كان عبد الله موقناً أنه سيقابل المهدي فكرس حياته لهذا الأمر وسبب يقينه هو أن والده الرجل الصالح قال له قبل وفاته أنه سيلتقي بالمهدي وحدثه بصفاته وعلاماته ثم اشتد يقينه لما أقام بمنزل الشيخ شريف نحو عامين سمع منه أنه طرد تلميذاً اسمه محمد احمد حين كان من حوله يشيعون بأنه هو المهدي ثم انتقل عبد الله إلى الشيخ القرشي فسمع من حيرانه أن المهدي المنتظر سينبثق من بين صفوفهم وأن الشيخ القرشي قد أومأ بالمهدية لمحمد احمد فقرر أن يبحث عنه ويتبعه.
جاء عبد الله إلى حيث محمد احمد. وحين وصل نظر إليه طويلاً دون أن يكلمه. اتسعت عيناه دهشة مثل من رأى ملكاً أو شيئاً خارقاً. أغشي عليه وسقط على الأرض كالنخلة اليابسة. المنتظر ظن أن الرجل مصاب بالصرع، لكنه عجب أنه لا يتشنج كالمصروع. ثم أفاق. وصار يستغفر الله. قال له أنت نوراني. أنت أنت هو المنتظر. قالها وهو يرتعش بعدما أفاق من الغشية.
محمد احمد نظر إليه ثم انصرف عنه. دخل خلوته للاشتغال بالحق عن الخلق.. استعاذ بالله من الفتن. سأله أن يجعله من الناظرين بنور البصائر. تذكر حديث التعايشي معه قبل سويعات.. كان يعلم أنه فعل نفس هذا مع الزبير باشا حيث قال للزبير: أنت هو المنتظر! وأنا سأكون من أتباعك المخلصين لك. وسأله الزبير: كيف عرفت ومن الذي أخبرك؟
فقال عبد الله: عرفت ذلك بالإلهام والكشف والفيض الإلهي! وهو مكتوب في وجهك وعلى جبينك ولا يراه إلا أصحاب الكرامات. فعلم الزبير أن هذا الرجل كذاب كبير وأنه يزكي نفسه!
الزبير كذبه أمام الحاضرين في المجلس وقال لهم اقتلوه. لكن مستشاريه في ذلك المجلس لم يقروا قتله لمجرد القول وقالوا له هذا الرجل (غرقان) فصدقهم وأطلقه لكنه قال له: لا تعد إليَّ مرة أخرى ولو رأيتك بعدها قتلتك. فتركه عبد الله وذهب يبحث عن المنتظر.
لكن محمد احمد ترك شيخه وذهب إلى الشيخ القرشي الذي كان طاعناً في السن. الشيخ القرشي كان من تلاميذ الشيخ أحمد الطيب جد الشيخ محمد شريف. فأدخله في الطريقة وجدد له الإجازة بالخلافة بل وبرر له دعوى المهدية وأخذ يشهد له بالسيرة الحسنة ويقول للناس إنه علم أن محمد احمد هو المهدي فقد علم ذلك بطريق المكاشفة والإلهام ثم نصح محمد احمد بالسياحة في الأرجاء ليستطلع آراء الناس ويأخذ عليهم العهود بنصرته ومؤازرته حين يعلن دعوته للناس.
كان أهالي كردفان هم أكثر الناس استعداداً لتصديقه واتباعه لما رأوه من ظلم الأتراك وجورهم ولكراهتهم للحكم القائم.
بعد ذلك عاد محمد احمد من الحلاوين محل الشيخ القرشي إلى الجزيرة أبا حيث زوجته فاطمة أختي. وهناك علم بوفاة الشيخ القرشي وأنه ترك وصية تقول: (إن زمن ظهور المهدي المنتظر قد حان وان الذي يشيد على ضريحي قبة ويختن أولادي هو الإمام المهدي المنتظر)!
في الحال جمع محمد احمد ثلاثمائة من أتباعه وذهب إلى الحلاوين فبنى القبة من الطوب الأخضر (اللبن) وختن أنجال القرشي فضمن بذلك أن يكون هو المهدي.. قال الناس إن ما فعله المهدي كان حقيقياً لكن الذي ربط حكاية قول الشيخ القرشي بختان الأنجال وبناء الضريح وعلاقتهما بمهدية المهدي هو رجل مدعٍ ويتهمون الخليفة بذلك. بل ويتهمون الخليفة بأفعال كثيرة والمهدي منها بريء.