لقد كنا جزءا ممن تابع بالحزن الشديد هذه القصة ونحن في المدارس طلابا حيث كانت الاستاذة فتحية علي عكاشة مديرة مدرسة الجريف كركوج بنات لمدة 26 عاما جزء من هذه الرحلة باعتبارها معلمة الطالبات في المرحلة السابقة ولكن قدر ان تعتذر منها لتصبح من الناجين قبل السفر (الان المدرسة اسمها نسيبة بنات على ما اظن وكان هناك سعي من اهل الجريف لتحويل اسمها لمدرسة الاستاذة فتحية علي عكاشة لما قدمت للمدرسة )
وقد خرجت معظم او كل البنات الشهيدات باذن الله من الابتدائي وكانوا اول دفعة لمدرسة الخير موسى الثانوية امتحن الشهادة الثانوية واحرزن ما افرح الجميع ورفع رؤوس الجريف كلها

اذا وجدت الوقت ساعود لبعض تاريخ تلك الفترة مع الاستاذة التي اتمنى ان يذكرها اهل الجريف الذين اصبحت واحدة منهم يعرفها الكبير والصغيرمن العام 1976 حتي العام1999 م دخلت بيوتهم بيت بيت وشارع شارع وزنقة زنقة وعرفت الاباء والامهات وادخلتنا نحن معها الى بيوت اهل الجريف ونحن في مراحل المدارس
الحاجة صفية والدة ابراهيم صباحي والحاجة تقيتي اختهاواهلهم جميعا الذين كانوا بعض اهلنا
نذكر ما قيل عن الاستاذ حسن مصطفى جعله الله مع الشهداء والصديقين وكيف انه ظل يعمل على انقاذ من يمكن انقاذه ورفضه الخروج قبل الاخرين الى ـن توفاه الله
ياخ عفينا ليك
يا اهل الجريف كرموا هذه الاستاذة انها بعض اهلكم
انها الان قريبة منكم بحلفاية الملوك

لقد انفقت كل شبابها بينكم وعملت معكم كجزء منكم ودعمت مع اخرين منكم مجهودات اعادة المدرسة بواسطة البنك الدولي عندما انهارت في 88 بفعل الامطاركما اجتهدت في استقطاب دعم الخيرين لبناء داخلية المعلمات
غير ما عرف عنها من صرامة في تربية بناتكم والمحافظة معكم عليهن والاجتهاد في ان يكن خيرتمثيل للجريف منهن الان الطبيبة والمهندسة والادارية الناجحة والاقتصادية الخبيرة والمعلمة النابهة وغير ذلك

يا بنات الاستاذة فتحية تحركن لتكريمها والاحتفاء بها
فخير الوفاء وفاء نقدمه لمن علمنا

الحاج النعمة حاج الطيب
عبد الوهاب عباس
محمد المهل
الامين محمود مضوي
الصادق حجازي
خالد البشير حاج الطيب
حسب النبي المرحوم خضر محمد خضر
المرحوم ابراهيم صباحي

وكثيرين لا زالوا في ذاكرة الاستاذة ممن كانوا يدعمون المدرسة في ذاك الزمان وقد حركني ما حركني من هذه الحادثة المؤلمة التي انفعلنا معها وحزنا وتعلمنا منها مشاركة الاخرين احزانهم ونحن بعد صغار لما رايناه من حزن والم في نفس الاستاذة فتحية وما زالت تذكر هن بالاسم الثلاثي وكانهن بناتها من رحمها وهن كذلك فالاستاذ كالوالد