كتبت إسراء الشاهر

منذ ظهور الطيب صالح، أو بالأحرى منذ أن رأت رائعته “موسم الهجرة إلى الشمال“ النور بات هناك رفض كبير للمقارنة ما بينه وبين ما تلاه من كتاب مبدعين كثر ، نلاحظ أن الصراع بات كبيراً جداً ومتعصبو الطيب صالح يرفضون رفضاً باتاً الإعتراف بما هو أفضل من كتاب في الساحة الأدبية الواسعة التي تنتج لنا مئات المبدعين الذين كتبوا الأدب بصورة فريدة تستحق الإحتفاء ويمكنها أن تنطلق نحو العالمية وأن تصل لأبعد مما وصل إليه الطيب صالح .

وعلق عيسى الحلو على رواية “تشريقة المغربي” للكاتب “عمر فضل الله” التي فازت بالمركز الثاني في مسابقة الطيب صالح للإبداع الكتابي هذا العام قائلا: “رواية تشريقة المغربي ستحدث حراكاً أدبياً وثقافياً في العالم العربي بأكثر مما أحدثته رواية موسم الهجرة إلى الشمال” ، ولكن سرعان ما استهجن البعض الذين اعتبروا المقارنة بينه وبين الطيب صالح مرفوضة رغم أنهم لم يقرأوا الرواية لأنها لم تُطبع بعدُ.

وعلق الكاتب والقاص “أيمن محمد على” هذا الموضوع قائلا “كلنا نحب الطيب صالح، بل لا ندري من أي الأبواب كنا سنلج الى عالم الأدب لولاه.

ولا ننكر قيمته كرمز للعبقرية الروائية في العالم، لكن لا أظن أن ذلك يعطينا مبررا كي نرفض مقارنته بأدباء آخرين، عن نفسي، ذات يوم، كنت متعصبا للغاية، وأرفض أن يتساوى أحد مع الطيب صالح، وكانت فكرة أن أزيح الطيب صالح من على عرش وسقف الرواية السودانية  بعيدة كل البعد عن مخيلتي.

لكن الآن وقد تغير الكثير، يمكنني القول أن لكل زمان رجل، ولكل فكرة هناك من يطوعها بعبقرية، والأدب عالم واسع، يتسع بإتساع هذا العالم، بإتساع جغرافيته، بإتساع معارفه، مكوناته، الشخصيه، ذلك ربما يجعلنا نعيد النظر في كثير من المقولات التي ربما جعلت من الطيب صالح أيقونة للرواية السودانية، وعبقري للرواية العربية.

لكن أقول، لو أن العالم بقي كما هو، في الستينيات، وقت كتب الطيب صالح رائعته الموسم، لقلت أنه بلا ريب، سقف للجميع”.

والحديث في هذا الموضوع يطول وله أكثر من رأي سأتحدث عنه لاحقا .

المصدر: صحافسيون
https://www.sahafisyon.com