الإصلاح الذي نريد (1)

تملك بلادنا بإنسانها وأرضها إمكانات هائلة تؤهلها لأن تصبح في طليعة الدول الإفريقية والعربية بل ودول العالم إن أحسن استغلال وتوظيف هذه الإمكانات. إن بلادنا تقف على قمة تاريخ مجيد وحضارات عريقة شامخة بناها الأجداد والآباء بعزمهم وحكمتهم وقدرتهم على قراءة الغد والتخطيط لمستقبل أبنائهم من بعدهم  حيث تجمعوا حول النيل مصدر النماء والحياة فزرعوا الأرض وحموا الحمى وشادوا الحضارات ونهضوا بأجيالهم نهضة سجلها التاريخ وتحدثت بها بقية الشعوب. واليوم تقف بلادنا على مفترق طرق، أحدها يقود للدمار والخراب والآخر يقود للرخاء والتنمية والسلام والاستقرار. إن أجيالنا التي أضناها انتظار التغيير وأرهقها التخلف عن ركب الأمم تتطلع إلى التغيير نحو الأفضل وتنظر إلى المستقبل، وترجو التمكين للوطن والمواطن. وتواجه تحديات جمة  تواجه الخطر المحدق بنسيج السودان الاجتماعي، وقدرته الاقتصادية؛ وهويته الوطنية، وحق المواطن في العيش الكريم وحقه في الصحة، والتعليم، والبيئة، والسلامة والأمن.. إن العيش الآمن المستقر وتحقيق الرفاه لن يكون إلا بوحدة الصف وحشد القوى والعمل الدءوب والرؤية الواضحة للمستقبل والتنظيم الدقيق والقراءة الصحيحة لما حولنا. وإن أهم مقومات النجاح توحيد الشعب والدولة حول المسئولية المشتركة والهدف المشترك والمصير الواحد، والعمل معاً من أجل الوصول إليه والثقة في إمكانية تحقيقه والمشاركة الفاعلة من الجميع في بناء الدولة وإدارة البلاد.

 إن بناء الفرد هو اللبنة الأولى في صرح الوطن. وأول ما ينبغي على الدولة عمله هنا هو رفع جميع الوصايات السياسية والحزبية عن المواطن السوداني ليتمكن من إستعادة الثقة في نفسه وامتلاك إرادته وقراره والإمساك بزمام مستقبله من أجل الانطلاق إلى الأمام لبناء الغد بشخصية متوازنة. ويجب أن تؤدي الدولة دورها في بناء الفرد حتى يصبح عضواً فاعلاً في إدارة الدولة وبناء الوطن، الفرد الذي يتميز بالالتزام والتفاني في العمل والتحلّي بالأخلاقيات المهنية الرفيعة، وحب العمل والاعتماد على النفس وروح المبادرة والحس الريادي وتخطي العقبات والعمل الجمعي.