15230559_1380220185345247_8466459878626350535_n

يشاع على نطاق واسع أنك من أبرز المرشحين لحقيبة ومنصب رئيس الوزراء.

نعم قرأت الشائعة المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن ترشيحي لمنصب رئيس الوزراء ضمن قائمة أخرى من التكنوقراط.

وماهي ردة فعلك؟

بالطبع أصابتني الدهشة لتداول هذه الشائعة التي جاءت في غير وقتها فسارعت لنفيها وانشغلت بالإجابة على آلاف الأصدقاء والمحبين الذين تواصلوا معي عبر هذه الوسائل لتأكيد أو نفي الشائعة واضطررت لتسجيل النفي بصوتي ونشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليتأكد الإخوة من عدم صحة ما تردد.

وهل هناك جهات رسمية من داخل الحكومة اتصلت بك أو تمت مشاورتك؟

لم تتصل بي أي جهة رسمية ولم تتم مشاورتي في هذا الأمر حتى الآن فالأمر لا يعدو كونه شائعة تم تداولها.

هل ستقبل بأي تكليف في الحكومة القادمة؟

إذا تم ترشيحي لأي مهمة في الحكومة المقبلة فبالتأكيد لن أقبل إلا وفق شروط معينة تضمن اصطحاب رؤيتي للحلول وبضمانات التنفيذ والنجاح لهذه الرؤية. أما الآن فلا أقبل أن أكون تنفيذيا لمخرجات حوار لم أشارك فيه ولم يشارك فيه أقراني من الكفاءات الوطنية المنتشرة داخل البلاد وخارجها.

هل تملك رؤية للإصلاح؟
في واقع الأمر أمتلك رؤية شاملة للإصلاح في البلاد ظللت أنادي بها منذ مجيء الإنقاذ وعملت من أجلها ما استطعت وحين اضطررت لمغادرة البلاد في منتصف تسعينيات القرن الماضي بقيت أنادي بها وأنا خارج السودان.

هل مازالت الفكرة باقية؟
بالرغم من مضي أكثر من عشرين عاماً فلا أظن أنه قد تبين للحزب الحاكم أو للقائمين على الأمر أن ما ظللت أنادي به طوال هذه الفترة هو المخرج لمشكلات البلاد السياسية والاقتصادية وغيرها فلو تبين لهم لتواصلوا معي بكل تأكيد لكن لا أعتقد أن المشكلة هي في عدم توافق الرؤى مع الآخرين.

بحسب الرؤية التي تمتلكها ماهي مشكلة السودان؟
أعتقد أن هناك مشكلة كبيرة في آلية النظام القائم للتواصل مع الآخرين وهذه المشكلة تجعل النظام غير قادر على حل مشكلات البلاد لأنه بعجزه عن التواصل قد عزل نفسه.

بمعنى أن ثمة مساحة شاسعة من التباعد بين النظام والآخرين؟
أكبر دليل على مقولتي هذه هو أن الحوار الأخير ظل حتى الآن منحصراً في الأحزاب السياسية والحاكم دون أن يتم تواصل حقيقي مع من يملكون رؤى وإمكانات إنقاذ البلاد وأسباب نهضتها وتقدمها.

هل كنت تتوقع أن يكون اسمك ضمن المرشحين لمنصب رئيس الوزراء؟

فوجئت بالشائعة وبصراحة لا أظن أنه من الممكن أن يعرض على أي منصب في الحكومة القائمة وذلك نظراً لما قدمته من أسباب. وسوف أكون متفاجئاً أكثر لو غير القائمون على الأمر نظرتهم فتواصلوا معي أو عرضوا على أي منصب من المناصب لأن هذا سيكون ساعتها مؤشراً إيجابياً ودليلاً على التعافي والبدء في التفكير السليم نحو المضي في المسار الصحيح لإنقاذ البلاد.

هل منصبك الحالي تطوير لحكومة الالكترونية في دولة الامارات هو المحفز لاختيارك للحكومة الجديدة؟

بالتأكيد لا فعملي في تطوير الحكومات الإلكترونية ليس بدعاً ولا جديداً فقد عملت على تطويرالحكومة الإلكترونية للسودان في عام 1990 وسبقت بذلك جميع حكومات العالم بما فيها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية كما أنشأت مؤسسات التخطيط الاستراتيجي للبلاد وغير ذلك من المشاريع الوطنية المعلومة للجميع.

إلى أي شيء تعزي طرح أسماء في الوسائط والقول بأنك ضمن وزراء الحكومة القادمة؟

أعتقد أن الشائعة هذه مردها إلى أسباب كثيرة فقوائم الترشيحات مجرد تكهنات من أشخاص لديهم أشواق لرؤية حكومة تكنوقراط في السودان لأنها هي الحكومة التي تقود الإصلاح الحقيقي.

كيف تنظر للقوائم المتداولة في الأسافير؟
القوائم المتداولة وفقاً للشائعة  لا تتوافق مع ظروف بلد يعاني من الديون بالمليارات وهو بلد غير منتج. والطريقة الصحيحة المعتادة هي أن رئيس الجمهورية هو من يقوم بتعيين رئيس الوزراء ثم يكلفه بتشكيل الحقيبة الوزارية ويقوم بتشكيلها بالتشاور مع رئيس الجمهورية والجهات المختصة.  علماً بأن الحكومات تشكل لأهداف معينة فهناك حكومات تهدف لإنشاء البنى التحتية وهناك حكومات تهدف للتركيز على التنمية الزراعية أو الصناعة وغيرها. وبهذا يكون التركيز على الرؤية والرسالة والأهداف والبرامج وليس على الأفراد.

هل أنت على تواصل مع الحزب الحاكم؟

لست على تواصل مع الحزب الحاكم ولم تتم مشاورتي بواسطة أي مسئول في الحزب الحاكم لكن تواصل معي بعض المسئولين في الدولة للسلام والتحية فقط.
يقال إنك أحد كوادر الحركة الإسلامية.

أنا مواطن سوداني وأعتبر نفسي شخصية قومية وليس لي لون سياسي ولا انتماء فأنا أمثل السودانيين جميعهم خارج الوطن.

ولماذا أنت بعيد عن الساحة السياسية طيلة هذه الفترة؟

لأنني لا أمارس السياسة ولا أنتمي إلى السياسيين ولا يمكن تصنيفي كناشط سياسي.

ومارأيك في الحوار الوطني والوثيقة الوطنية؟

رغم أن رأيي قد لا يعجب النظام القائم ولا المتحاورين لكنني سأقوله للفائدة العامة ولمصلحة البلاد ففي رأيي أن الحوار الحالي هو حوار قد دار بين غير أهله ومع غير أهله فهو حوار الأحزاب والحركات المسلحة والسياسيين الذين أعتبرهم مسئولين عما حاق بالبلاد من مشكلات عبر السنوات الماضية، وهو حوار قد عزل بقية الشعب عن المشاركة الحقيقية وبالطبع لم أكن واحداً من المشاركين في الحوار ولم أدع إليه ولم أشهده وأنا لست متفائلاً بمخرجاته ليس لأنني لم أشارك فيه ولكن قناعاتي هي نتيجة لما قرأته وتابعته وبما أن الأيام القادمة ربما تشهد تنزيل هذه المخرجات إلى أرض الواقع فلننتظر هذه النتائج قبل أن نحكم على الحوار ومخرجاته.

في اعتقادك ماهو الدافع في وجود اسمك ضمن قائمة المرشحين لحكومة الوفاق الوطني؟

الناس اعتادوا على تداول أسماء وشخصيات معينة بين يدي أي تغيير سياسي أو وزاري. وفي تقديري أن هذه الشائعة المتداولة تدخل ضمن هذا وربما تهدف لاستبيان الرأي العام في شخصيات معينة قد أكون أنا واحداً منها أو أنه عمل أمني لجس نبض الشارع السياسي وقراءة ردود الأفعال أو قد يكون لا هذا ولا ذاك بل مجرد أشواق وأماني لبعض الإخوة الذين يتمنون الإصلاح الحقيقي للبلد عبر ترشيح أفراد معينين.  وقد اعتدنا على مثل هذا في وسائل التواصل الالكتروني.

خلال حضورك الاخير للسودان عقدت عدداً من الندوات هل تعتقد ذلك نوعاً من النشاط السياسي؟

عقدت ندوات علمية وفكرية وثقافية وأدبية طرحت من خلالها مشروعي الثقافي المتمثل في التوثيق لتاريخ السودان من خلال العمل الروائي كما قدمت محاضرات علمية عن فيزياء الكم ومحاضرات أخرى ثقافية متنوعة كما قمت بإطلاق روايتي الأخيرة نيلوفوبيا بالإضافة إلى مناشط حوارية أخرى في الصالونات الأدبية والملتقيات.